تفسير قوله تعالى * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاۤ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوۤءَ وَٱلْفَحْشَآءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُخْلَصِين * سورة يوسف الآية 24
تفسير الشيخ الدكتور طارق السويدان
الهم هو القصد والعزم . ويطلق ايضا على الخاطر والتفكير السريع . ولقد همت به . يعنى هم قصد وعزم. وهم بها لولا أن رأى برهان ربه . ولتوضيح هذه الآية نضرب هذا المثل ولله المثل الأعلى . لو قلت لك كنت اسير فى الشارع ووقعت لولا أن أمسكنى أحمد . هل وقعت ? هل سقط ? لا . يقول الله عز وجل ( وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ) هل هم بها ? لا ما هم بها . لماذا ? لأنه رأى برهان ربه . والمقصود بالهم هنا أن يخطر بباله هذا الأمر . والانسان منا قد يخطر بباله إذا كان صائم والحر شديد ورأى كوب ماء بارد يخطر بباله لو أن اشربه . لكن يمتنع لأنه صائم . لكن سيدنا يوسف عليه السلام حتى الخاطر لم يخطر بباله دعك عن الفعل. فالخاطر لم يخطر بباله لأنه رأى برهان ربه فما هو البرهان الذى رآه يوسف عليه السلام ? لقد اختلف فيه المفسرون . قيل رآى جبريل عليه السلام . وقيل رآى صورة يعقوب عليه السلام يعض إصبعه . وقيل رآى سيدها عند الباب . وقيل رآى على الحائط إنه كان فاحشة وساء سبيلا
يقول الله عز وجل فى نفس الآية ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ) والسوء هو المنكر والفجور والمكروه . والفحشاء هو الزنا . فالله عز وجل لم يصرف عنه الفحشاء فقط فصرف عنه الفحشاء والمنكر وهذا دليل آخر على أنه ما هم . وقال الله سبحانه وتعالى عنه فى نفس الآية ( إنه من عبادنا المخلصين ) وهذا مدح آخر ليوسف عليه السلام . فكيف يكون عبد ومخلص وفيه كل هذه الصفات ويفكر فى هذا الأمر
--------------------------------------------------------
من تفسير الشيخ عبد الحميد كشك
|
